قلبي قلب حساس عضوة نشيطة
عدد المساهمات : 87 تاريخ التسجيل : 2010-07-25
| Subject: الحضارات ولدت وبزغت ... من بلادي Wed Sep 08, 2010 3:02 am | |
| ج4 الحضارات ولدت وبزغت ... من بلادي الجزء الرابع والأخير الحضارات ولدت وبزغت ... من بلادي في صباح آخر يوم من رحلتنا , مع تاريخ الحضارات التي ولدت وبزغت من أرضنا , اجتمعنا أمام المتحف الوطني في دمشق , وانطلقنا بأربع باصات لنزور المواقع السياحية في بقية المحافظات الجنوبية , وكانت " شهبا " مسقط رأس الإمبراطور الروماني فيليب العربي مقصدنا , وهو ماركوس يوليوس فيليبوس وقد حكم روما ما بين 244 ـ 249 م , وسميت المدينة في عهده " فيـلـيـبو بوليس " أي مدينة فيليب ,وقد نظمها على الطريقة الرومانية في تخطيط المدن , فأقام فيها القصور والمعابد وأقواس النصر والحمامات , وأشاد فيها مسرحاَ يتسع لحوالي / 1200 / متفرج , وسـوراَ , وكان يريد أن يجعل منها روما ثانية . ومن أهم ما يوجد فيها , تلك اللوحات الفسيفسائية الأربع الموجودة في متحفها , والمتروكة في مكانها الأصلي , وتعد من أجمل لوحات فن الفسيفساء في سوريا , والتي تحكي عن الميثولوجيا الخالدة عبر التاريخ من الأساطير اليونانية , كما أن هناك لوحات أخرى نقلت إلى متحف دمشق الوطني , بالإضافة إلى بقايا معبد " فيليبيون " وآثار الشارعين المتقاطعين والقناة الرومانية والحمامات, وتمثال رأسي من المرمر لفيليب العربي . وعلى مدخل " متحف السويداء " , استقبلنا الزميل عدنان الحلبي بالضيافة العربية , وأعني بها القهوة العربية المرة , كأبسط ضيافة يقدمها لنا , ولكن معناها العربي كان كبيراَ. ومتحف السويداء مؤلف من قبو وطابقين , وفيه عدد من لوحات الفسيفساء , وكتابات نبطية , ومنحوتات جنائزية , وقسم للحضارة العربية الإسلامية , وتماثيل منحوتة من البازلت القاسي والتي تمتزج فيها التأثيرات العربية النبطية واليونانية والرومانية والبيزنطية. ونادتنا " بصـرى " لنزور فيها " قلعتها " التي تعود للعهد الأيوبي والمملوكي وتضم في أحد أبراجها متحفاَ للآثار وآخر للتقاليد الشعبية , و"مسرحها " الذي يستوعب / 15000 / متفرج, وهو من أهم معالمها , والذي يعود للقرن الثاني الميلادي, ويعتبر من " أكمل وأجمل المسارح الرومانية المعروفة " , ومروراَ بتاريخها نعلم بأنها كانت أولى مدن الأنباط في القرن الثاني ق.م وكان اسمها " بوحورا " , وفي العهد الهلنستي حملت اسم " بوسترا " , وأيام الإمبراطور تراجان دعيت " نيا تراجانا بوسترا " أي بصرى تراجان الجديدة , وكانت عاصمة ولاية الجزيرة العربية عام 106 ق.م , ولعبت دوراَ مهماَ في العهد الأول للمسيحية وغدت مركزاَ مهماَ من مراكز الحج المسيحي , وارتبطت بتاريخ فجر الإسلام بسبب " وجود راهب نسطوري اسمه بحيرا التقى بالشاب محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام " , وشاهدنا "ديره وكنيسته " العائدتان للعهد البيزنطي , كما شاهدنا أقدم المآذن الإسلامية ذات الشكل المربع والجامع "العمري " أو العروس وهو الوحيد من الجوامع المبنية في فجر الإسلام ويرجع تاريخه للقرن السابع الميلادي, وزرنا مسجد " المبرك " الذي بركت فيه الناقة التي كان يمتطيها الرسول محمد عليه الصلاة والسلام ,وكذلك شاهدنا "بركة الحاج " من العهد النبطي , ومررنا بحمام " منجك " ,وخزاني الماء الكبيرين, وقصر الحاكم الروماني , وزرنا "كاتدرائية القديسين سرجيوس وباخوس وليونديوس ", والتي تعود للقرن الرابع الميلادي , وشاهدنا أسواق بصرى تحت الأرضية , وبقي في أذهاننا ذاك "الباب النبطي " الذي يقود إلى المدينة القديمة المرصوفة الأحجار , التي كشفت طرقاتها بعد إزالة التراب والإسفلت عنها, والذي كان يغمرها بحوالي ثلاثة أمتار,وأخليت المدينة القديمة مؤخراَ من السكان للحفاظ عليها . وتناولنا طعام الغذاء في أحد الفنادق المشادة حديثاَ , وألقى فينا مدير سياحة السويداء كلمة ترحيبية , نوه فيها للآثار الموجودة في محافظته والتي تستدعي اهتماماَ من الأدلاء لتشجيع السياحة إليها , ومع الدبكة الشعبية والغناء والرقص , اختتمنا زياراتنا للمحافظات السورية ولأوابدها الأثرية . في طريق عودتنا إلى دمشق , كان هناك واجب وطني يدعونا , لأداء صلاة الرحمة وتقديم الشكر والعرفان بالجميل , كيف لا و " القريا " تنادينا , وسلطان باشا الأطرش ورفاقه الأشاوس الميامين قد استراحوا في النصب التذكاري المقام على اسمهم . قمنا بزيارة النصب , والصلاة أمام ضريح قائد الثورة السورية الكبرى , وأرواح أبطالنا وشهدائنا في معارك الحرية والاستقلال , تحيط بنا من خلال أسمائهم المشرفة علينا من الأعلى , وقمنا بزيارة المتحف , حيث شاهدنا بعض أنواع الأسلحة التي أعادت لنا كرامتنا وحريتنا بفضل السواعد التي حملتها , وكما قمنا بزيارة مضافة سلطان باشا , وشربنا القهوة العربية ترحماَ عليه وعلى رفاقه , وشاهدنا تلك الرسالة التي دعى فيها للجهاد والكفاح , وكذلك بعض الصور لأفراد عائلته . وفي مدخل دمشق زرنا مقام " الست زينب " الصغرى حفيدة النبي عليه الصلاة والسلام وابنة الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه , وهو يتميز كمقام " السيدة رقية " والذي زرناه في بدء جولتنا في دمشق , بتزيينات براقة مشغولة بالفضة والذهب والقيشاني والزجاج المعشق والثريات الفاخرة , كما يتميز بمآذنه الشامخة . هنا لا أعلم ماذا أكتب , فساعة الوداع قد حانت , وإن بقيت العيون عاجزة عن سكب الدموع , فكلمات الأمل والتعزية بلقاء جديد مع الفحص الشفهي والكتابي , كانت خير رسالة من زميل لزميل , مع المصافحة القلبية الحارة . أتمنى من أعماق فؤادي لكل مواطن عربي سوري , مقيم أو مغترب , بأن يقوم بهذه الجولة التاريخية , ويتعرف على تاريخ بلادنا , وآثارها وماضيها وحضاراتها , فعلى هذه الأرض ولدت أروع وأعظم الحضارات , وسجل التاريخ في صفحاته الذهبية أكبر تقدير لروابط العيش المشترك والتسامح والمحبة , التي يتميز بها شعبنا . ولابد لي في نهاية مقالي هذا , المؤلف من أربعة أجزاء , إلا أن أرفع فائق تقديري وشكري للمهندس والأستاذ طلال شهاب مدير التدريب والتأهيل السياحي , على ما قدمه لنا , وعلى ما بذله من جهد وتفكير عميق , كي تكون دورتنا من أفضل دورات إعداد الأدلاء السياحيين , وعلى محاولاته الناجحة باستقدام خيرة النخبة من أبناء وطني لإرشادنا وتأهيلنا ومدنا بكافة المعلومات التاريخية والأثرية . كما أنني أجد أنه من واجبي تقديم الشكر أيضاَ للدكتور والمهندس عماد الدين عساف نائب رئيس اتحاد الأدلاء السياحيين العرب و رئيس جمعية الأدلاء السياحيين في سوريا , على ما قدمه وبذله من جهد مشكور لمدنا بكافة المعلومات ولتطبيقه البرنامج الموضوع ـ بإسهامه ـ بحذافيره .
اليان جرجي خباز ملاحظة : بالطبع لم أذكر بتفصيل عن التيجان الكورنثية , ولا عن الأعمدة والأروقة وزخرفاتها, في كافة الأماكن التي زرناها , لأنها مذكورة في كافة المطبوعات التي توزعها وزارة السياحة مجاناَ | |
|